تخرج من جامعة مرمرة للاقتصاد والعلوم الإدارية قسم "الإدارة العامة والعلوم السياسية". يعمل كصحفي منذ أكثر من 15 عامًا. كتب العديد من التقارير والمقالات البحثية والتاريخية في صحيفة يني شفق منذ عام 1997. حصل على جائزة "قسم التقرير" من نقابة الصحفيين بتركيا 2004، وذلك في إطار جوائز الإنجاز الصحفي التركي. له أربعة كتب في مجال السيرة الذاتية. شغل مناصب مختلفة في منظمات غير حكومية.
علّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها على جميع الدول التي تتعامل تجاريًا مع الولايات المتحدة لمدة 90 يومًا. وقد ساوى ترامب بين الدول من خلال فرض رسوم جمركية بنسبة "10%". إلا أن الصين، التي تعد محور الحرب التجارية الأميركية، استُبعدت من قرار التعليق المؤقت. وهكذا بدأت حرب انتقام جمركي شرسة بين الصين والولايات المتحدة. وباتت أنظار العالم شاخصة نحو ترامب وشي جين بينغ، والجميع يترقب هذه المبارزة: من سيستسلم أولًا، ترامب أم شي جين بينغ؟
هناك أيضًا من يرى أن ترامب يستخدم الرسوم الجمركية المشددة كوسيلة لتعزيز موقفه التفاوضي في المباحثات التجارية. ويربط هؤلاء بين أسلوب ترامب ونظرية "الرجل المجنون" المنسوبة إلى الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون. فقد اشتهر نيكسون خلال فترة "الحرب الباردة"، خصوصًا في مفاوضاته مع الاتحاد السوفيتي وعدد من خصوم أميركا، بتبني دور "الرجل المجنون" لزيادة قوته التفاوضية.
وفقًا لترامب، فإن الرسوم الجمركية المشددة قد أثمرت، إذ أن الدول باتت تصطف راغبة في التفاوض. ومع ذلك، يبدو أن قرار التأجيل لمدة 90 يومًا كان مدفوعًا أكثر بالضغوط القادمة من الداخل الأميركي، بل ومن داخل معسكر ترامب السياسي نفسه.
تقوم العقيدة السياسية للتيار السائد داخل الحزب الجمهوري على مبادئ السوق الحرة، وتقليل القيود الحكومية، وخفض الإنفاق، وتقليص الضرائب. أما إدارة ترامب، فهي عبارة عن ائتلاف يضم تيارات مختلفة من "اليمين الأميركي"، ولكل مكوّن من مكوّناته أجندته الخاصة، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى صراع مصالح فيما بينها.
إيلون ماسك، الذي عيّنه ترامب رئيسًا لـ"وزارة كفاءة الحكومة" ذات الطابع الاستشاري، كان اعتراضه على الرسوم الجمركية بمثابة إشارة إلى هشاشة هذا الائتلاف. غير أن ماسك لم يوجّه انتقاده مباشرة إلى ترامب، بل استهدف مستشاره لشؤون التجارة والصناعة البروفيسور بيتر نافارو. وقد اندلعت مشادات حادة بين ماسك ونافارو وصلت إلى تبادل الإهانات العلنية. ويُذكر أن نافارو، الذي تولى منصب مدير "المجلس الوطني للتجارة" خلال الولاية الأولى لترامب، معروف بكونه صقرًا شرسًا مناهضًا للصين.
كما واجهت الرسوم الجمركية الإضافية معارضة عنيفة من جانب بعض كبار المانحين المليارديرات الداعمين لترامب والجمهوريين. فقد انضم إلى قائمة المعترضين كل من الملياردير المالي بيل آكمان، ومؤسس شركة Citadel كين غريفين، وأحد مؤسسي Home Depot كين لانغون، وغيرهم.
ومن جهة أخرى، كان زعيم الأغلبية السابق في مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري ميتش ماكونيل، والسيناتور الليبرتاري راند بول، من بين أبرز المعترضين. كما اعترض العديد من أعضاء مجلس النواب، مؤكدين أن صلاحية فرض ضرائب جديدة تعود إلى الكونغرس، متهمين ترامب بتجاوز سلطاته الدستورية.
ومن جبهة أخرى، جاءت اعتراضات من "تحالف الحريات المدنية الجديدة"، المدعوم من ليونارد ليو، أحد القادة الغامضين والأقوياء لشبكة المحامين المحافظين الأميركيين، والملياردير تشارلز كوك. وقد رفع التحالف دعوى باسم شركة "Simplified"، وهي شركة مقرها فلوريدا وتعتمد أعمالها على استيراد المنتجات المنزلية من الصين. وجاء في بيان التحالف: "الرئيس ترامب أساء استخدام سلطته باللجوء إلى صلاحيات الطوارئ لفرض رسوم جمركية على الواردات الصينية دون تفويض قانوني، واعتدى على حق الكونغرس في تنظيم التعريفات الجمركية، منتهكًا بذلك مبدأ الفصل بين السلطات المنصوص عليه في الدستور".
يُذكر أن ليونارد ليو شغل لسنوات طويلة قيادة منظمة "الجمعية الفيدرالية" التي يعود تاريخ تأسيسها إلى أوائل الثمانينيات. وتُعرف هذه المنظمة، التي يسيطر عليها محامون محافظون كاثوليك، بدورها المركزي في تعيين القضاة الفدراليين من قبل الرؤساء الجمهوريين. وخلال ولاية ترامب الأولى، لعب ليو دورًا محوريًا في تعيين ثلاثة قضاة في المحكمة العليا. وهو اليوم يدير ثروة تُقدّر بـ1.6 مليار دولار، نقلت إليه من قبل رجل الأعمال اليهودي بار سييد، المعروف بميوله الليبرتارية ودعمه لإسرائيل. ومن المثير أن شركة سييد كانت قد رفعت في سبتمبر 2020 دعوى ضد إدارة ترامب، إثر فرض رسوم جمركية على مكونات إلكترونية مستوردة من الصين.
في مواجهة الأجنحة التكنولوجية-الليبرتارية، والمحافظة-المالية، والمالية التقليدية داخل الائتلاف الجمهوري، يبدو أن ترامب قد اضطر مؤقتًا إلى التراجع. وقد عبّر بيل آكمان عن ارتياحه لهذا التراجع في منشور قال فيه: "الآن لدينا بيئة مثالية لمدة 90 يومًا لمفاوضات التجارة. نصيحتي للصين: التقطوا الهاتف واتصلوا بالرئيس. إنه مفاوض صلب لكنه عادل".
ماذا سيحدث بعد مرور التسعين يومًا؟ سنرى ذلك معًا.
مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.
كن أول من يترك تعليقًا.
انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.
بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية
اسم BIST محمي مع الشعار وفق شهادة ماركة محمية، لا يجوز الاستخدام دون إذن، ولا يجوز الاقتباس ولا التحوير، كل المعلومات الواردة تحت شعارBIST محفوظة باسم BIST ، لا يجو إعادة النشر. بيانات السوق توفرها شركة iDealdata Finans Teknolojiler A.Ş. بيانات أسهم BİST تتأخر 15 دقيقة