يني شفق

"معاداة الفلسطينيين" (Anti-Palestinism)

05:4925/03/2025, الثلاثاء
تحديث: 1/04/2025, الثلاثاء
عبدالله مراد أوغلو

يُعامل في الولايات المتحدة، من يدافع عن فلسطين أو ينتقد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة كـ"مذنب" تحت ذريعة "مكافحة معاداة السامية". فقد اعتُقل مئات الطلاب في المظاهرات التي نُظمت في الجامعات الأمريكية ضد إسرائيل. والآن، بدأ ترحيل الطلاب غير الحاصلين على الجنسية الأمريكية أو المقيمين إقامة دائمة بموجب بطاقة الإقامة الخضراء (Green Card). اعتقال محمود خليل، الشاب من أصل فلسطيني الحاصل على درجة الماجستير من جامعة كولومبيا بعد تخرجه منها، بهدف ترحيله، يشير إلى بدء مرحلة جديدة. محمود خليل

يُعامل في الولايات المتحدة، من يدافع عن فلسطين أو ينتقد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة كـ"مذنب" تحت ذريعة "مكافحة معاداة السامية".

فقد اعتُقل مئات الطلاب في المظاهرات التي نُظمت في الجامعات الأمريكية ضد إسرائيل. والآن، بدأ ترحيل الطلاب غير الحاصلين على الجنسية الأمريكية أو المقيمين إقامة دائمة بموجب بطاقة الإقامة الخضراء (Green Card).


اعتقال محمود خليل، الشاب من أصل فلسطيني الحاصل على درجة الماجستير من جامعة كولومبيا بعد تخرجه منها، بهدف ترحيله، يشير إلى بدء مرحلة جديدة. محمود خليل زوجته مواطنة أمريكية، وُصف بأنه "معادٍ للسامية" بسبب مشاركته البارزة في الفعاليات المؤيدة لفلسطين داخل جامعة كولومبيا.

طلاب آخرون من دول مختلفة أصبحوا أيضًا هدفًا لحملة الترحيل بسبب مشاركتهم في مظاهرات احتجاجية ضد إسرائيل.


يمكن ترحيل حاملي البطاقة الخضراء إذا صدر بحقهم حكم قضائي في جريمة ما، لكن محمود خليل اعتُقل رغم عدم وجود أي سجل جنائي بحقه. وقد تم تعليق قرار ترحيله مؤقتًا بقرار من قاضٍ فيدرالي، ومن المنتظر أن يُحسم وضعه نهاية هذا الشهر.


نظرًا لأن حرية التعبير مكفولة دستوريًا في الولايات المتحدة، تسعى الحكومة الأمريكية للبحث عن ذرائع لترحيل محمود خليل. وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قد صرّح على حسابه في "إكس": "سنلغي تأشيرات أو بطاقات الإقامة للأشخاص المؤيدين لحماس في أمريكا، كي نتمكن من ترحيلهم".


تُمارس ضغوط شديدة على الجامعات الأمريكية بذريعة مكافحة "معاداة السامية". فقد أُنهيت عقود بعض أعضاء الهيئة التدريسية، وأُجبر آخرون على الاستقالة.

ومن بين الأساتذة الذين فقدوا مناصبهم في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا كانت البروفيسورة كاثرين فرانكي، و"جريمتها" الوحيدة كانت دفاعها عن حق طلاب الجامعة في انتقاد إسرائيل أو الاحتجاج ضدها.


من جهة أخرى، أطلق "اللوبي الإسرائيلي" حملة لحرمان الجامعات من التبرعات أو التمويل الحكومي بهدف إسكات الأصوات المؤيدة لفلسطين داخل الحرم الجامعي. ويشارك في دعم هذه الحملة المخزية عدد من النواب والشيوخ الأمريكيين المؤيدين بشدة لإسرائيل.


في الولايات المتحدة، يُعتبر انتقاد إسرائيل أو الصهيونية، والدفاع عن فلسطين، شكلاً من أشكال معاداة السامية. حتى الطلاب اليهود الذين يعارضون الهجمات الإسرائيلية اللاإنسانية في غزة يُتهمون بـ"معاداة اليهود".

وفي أمريكا التي تُقدَّم على أنها "قلعة حرية التعبير"، فإن انتقاد إسرائيل – دون أي دولة أخرى – يُعد أمرًا مساويًا للإرهاب. حتى ترامب نفسه يتهم اليهود الأمريكيين الذين لا يدعمونه بأنهم "ليسوا يهودًا حقيقيين".

دونالد ترامب، الذي أعلنه الصهاينة "أكثر الرؤساء الأمريكيين دعمًا لإسرائيل في التاريخ"، لا يستطيع تقبّل أن غالبية اليهود الأمريكيين يصوتون لصالح الديمقراطيين.

حتى السيناتور الديمقراطي البارز تشاك شومر، وهو من أقرب السياسيين إلى نتنياهو داخل الحزب الديمقراطي، لم يسلم من هجوم ترامب.


وكان شومر قد قال في فعالية للجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC) عام 2018:

"العديد من الفلسطينيين والعرب في الشرق الأوسط لا يريدون دولة يهودية. نظرتهم بسيطة: الأوروبيون أساؤوا معاملة اليهود، وارتكبوا بحقهم إبادة جماعية، وأعطوهم أرضنا كتعويض. نحن نقول إن هذه أرضنا، والتوراة تقول ذلك، لكنهم لا يؤمنون بالتوراة. هذا هو سبب غياب السلام. لذلك علينا أن نقف مع إسرائيل بقوة، في السراء والضراء."


ومؤخرًا، وخلال حديثه على قناة تلفزيونية، كرر شومر أن انتقاد إسرائيل ينزلق إلى معاداة السامية.

لكن ترامب لا يعتبره "يهوديًا" حتى. ففي 12 مارس، قال ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض:

"شومر بالنسبة لي أصبح فلسطينيًا. كان يهوديًا، لم يعد كذلك، هو الآن فلسطيني"

كما وصفه في تصريحات سابقة خلال حملته الانتخابية بأنه "عضو فخور في حركة حماس".


بينما تواصل إسرائيل ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين في غزة دون تمييز بين نساء وأطفال، يُشرعن في أمريكا – كما يظهر في تصريحات ترامب – نوع جديد من العنصرية تحت غطاء "مكافحة معاداة السامية": "معاداة الفلسطينيين" (Anti-Palestinism).

#"معاداة الفلسطينيين" (Anti-Palestinism)
#فلسطين
#طلاب الجامعات الأمريكية
#ترامب
التعليقات

مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.

لا توجد تعليقات حتى الآن

كن أول من يترك تعليقًا.

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية