قال نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ إن بلاده "لن تسمح أبدا بإقامة ممر إرهابي في المنطقة ولن تغضّ الطرف عن فرض أمر الواقع، وهي جاهزة لكل السيناريوهات في حال تعرض أمنها القومي لأي تهديد".
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها بوزداغ، مساء الثلاثاء، على هامش اجتماع مجلس الوزراء في العاصمة أنقرة.
وأضاف بوزداغ ردًا على سؤال حول تقارير إعلامية تحدثت عن استعداد القوات المسلحة التركية لشن عملية في مدينة عفرين السورية (يسيطر عليها تنظيم "ب ي د الإرهابي)، أن "كل ما يجري في سوريا يخص بشكل مباشر الأمن القومي التركي".
وأشار إلى أنه بالنسبة لتركيا فإن منظمة "بي كا كا" وامتدادها السوري "ب ي د" كلاهما إرهابيان.
وشدد على أن "تركيا جاهزة لجميع السيناريوهات، في حال تهديد أمنها القومي. (ب ي د) تتواجد في عفرين، ومنها تشن هجمات استفزازية ضد تركيا، وقمنا بالرد بالمثل في كل مرة ولن نتوانى عن مواصلة ذلك مستقبلا".
ويسيطر "ب ي د"، على مناطق واسعة من الشمال السوري، تشمل معظم أجزاء محافظة الحسكة (شمال شرق) وتمتد إلى الريف الشمالي لمحافظة الرقة، وحتى مدينة منبج بريف حلب (غرب الفرات)، فضلًا عن منطقة عفرين، (شمال غرب).
ويفصل بين المنطقتين قوات "درع الفرات" (المكونة من وحدات الجيش السوري الحر مدعومة من الجيش التركي) والتي تمكنت من تحرير مناطق واسعة من الريف الشمالي لحلب (تشمل مثلث مدن جرابلس وإعزاز والباب).
وجدد بوزداغ موقف بلاده الرافض لدعم منظمة إرهابية في إطار مكافحة منظمة مماثلة.
وفي يونيو/حزيران الماضي أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون)، أنّ بلادها دعمت ما تسمى "قوات سوريا الديمقراطية (يشكل مسلحو " ب ي د" عمودها الفقري)" في الحملة العسكرية ضد تنظيم "داعش" بمحافظة الرقة، بمروحيات "أباتشي"، ومدافع "هاوترز" وصواريخ تُطلق من منصات منظومة "هيماريس".
وهو ما ترفضه تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، قائلة إن "طرد تنظيم إرهابي (داعش) لا يجب أن يتم من خلال تنظيم إرهابي آخر(ب ي د)".
وشدد بوزداغ على أن تركيا "بكل أجهزتها متيقظة لمنع أي تطورات ضدها انطلاقا من عفرين أو محافظة إدلب (شمال غرب) السوريتين".
وحول استفتاء الانفصال الذي أعلن الإقليم الكردي شمالي العراق عزمه إجراءه في 25 سبتمبر/ أيلول المقبل، قال بوزداغ إن "تركيا تولي أهمية كبيرة لوحدة الأراضي العراقية ووحدته السياسية وتعايش مواطنيه معا، فضلا عن استقرار المنطقة وعيش مواطنيها بجو من الأمن السلام والاطمئنان".
وأشار إلى أن إجراء الاستفتاء "مخالف للدستور العراقي ولن يجلب الخير للمنطقة في ظل وجود العديد من المشاكل التي تعاني منها، بل سيزيد من الاضطرابات".
ولفت إلى أن أنقرة "تراقب التطورات في هذا الإطار عن كثب، وترى أنه من المفيد إعاة النظر في القرار ودراسته مجددا، وسبق أن أعلنت عدة دول منها الولايات المتحدة الأمريكية موقفا مماثلا".
وفيما إذا كانت تركيا ستدعم العملية العسكرية المرتقبة لتحرير قضاء تلعفر قال بوزداغ إن "أولوية بلاده تطهير القضاء من (داعش) وتسليمه لأصحابه الأصليين".
وأضاف المتحدث الحكومي في هذا السياق "إن شاء الله سوف يتاح للتركمان الشيعة والسنة العيش بحرية كما كان سابقا، على أراضي أجدادهم".
وأمس الثلاثاء، قال متحدث عسكري إن القوات العراقية تشن ضربات جوية على تلعفر الواقعة على بعد 80 كيلومترا غربي الموصل استعدادا لهجوم بري.
والمنطقة المستهدفة هي جبهة بطول نحو 60 كلم، وعرض نحو 40 كلم، وتتألف من مدينة تلعفر (مركز قضاء تلعفر) وبلدتي العياضية والمحلبية، فضلا عن 47 قرية.
وقال الناطق باسم العمليات المشتركة في الجيش العراقي العميد يحيى رسول في بيان "هناك ضربات استنزافية وتجريدية لقدرات عناصر التنظيم الإرهابي باستهداف مقرات القيادة والسيطرة ومستودعات الأسلحة".