بلغ عدد زوّار متحف “بانوراما 1453” فتح القسطنطينية، أكثر من 5.5 مليون زائر، خلال 6 سنوات.
تشير الإحصائيات إلى أن المتحف استقبل خلال عام 2015، حوالي 715 ألفا و246 زائرا، من الأجانب والأتراك.
وقد افتتحت بلدية إسطنبول متحف “بانوراما 1453” في 31 يناير 2009 عندما كان رجب طيب أردوغان رئيسا للوزراء، بمساحة تبلغ ثلاثة آلاف متر مربع، وبتكلفة وصلت إلى 15 مليون دولار، بهدف تخليد معركة فتح القسطنطينية وتحديدا لحظة دخول الجنود إلى المدينة.
ويعود بنا هذا المتحف إلى 560 سنة إلى الوراء، ليجسّد ما حدث بالضبط في تلك اللحظة من الزمن عندما دخل الجيش العثماني البالغ عدده 80.000 ألف مقاتل بقيادة السلطان محمد الفاتح، بأسلوب شيّق مميز بدلا من سرد المعركة كقصة طويلة جامدة.
وهو معرض وشبه متحف، تم تشييده من قبل الحكومة التركية عام 2009، وذلك للعودة بالتاريخ إلى عام 857 هـ الموافق 1453 م، عندما قام المسلمون بفتح القسطنطينية -إسطنبول الآن- بمعركة شهيرة خالدة في التاريخ الإسلامي قادها السلطان محمد الفاتح.
ويستمتع الزائر بمشاهدة تلك المعركة التاريخية بشكل رائع و مثير، حيث تم صهر خبرة الكثير من المهندسين والفنانين عبر إدخال التكنولوجيا الحديثة والمتطورة وإضافة الكثير من عوامل الأثارة كالصور الثلاثية الأبعاد والمؤثرات الصوتية والحركية، لتعيش تماما لحظة الفتح العظيم بكل حواسك و مشاعرك.
يتكوّن بناء البانوراما من 3 أدوار والقبة العلوية -قبة عرض المعركة- فعند دخولك من الدور الأرضي تنزل أولا إلى القبو حيث تشاهد فيه مجموعة من وسائل الشرح الحديثة كالشاشات التلفزيونية والسينمائية التي تشرح هذا الحدث التاريخي وتصف لك أحداث المعركة وما سبقها وما تلاها، وباعتبار أن هذا الشرح مكتوب باللغة التركية فقد تم توفير المرشد الصوتي الآلي، الذي يشرح أجزاء وصور ومشاهد البانوراما بشكل أوتوماتيكي مبرمج بمجرد مرورك بجواره.
ثم تصعد منه إلى الدور العلوي بواسطة درج أو مصعد لتجد معرض الصور والخرائط التي توضح الحصار ومن ثم المعركة.
وتكتسي جدران المتحف بصور بانورامية كثيرة لهذه المعركة، بالإضافة إلى وجود مجسّم صغير لقبة العرض البانورامية الكبيرة.
وأخيرا الجزء الأهم والأكبر من المعرض -قبة العرض-، وهي قبة دائرية الشكل مؤلّفة من 360 درجة.
توجد رسوم على جدرانها توضح ساحة معركة فتح المدينة برسم متصل لا تعرف بدايته من نهايته، يرافق ذلك مؤثرات صوتية مثيرة لأصوات إطلاقات المدفع، وطبول الحرب وهي تُقرع، وصهيل الخيل وصيحات الجنود، تجعلك تشعر بإحساس مختلف، وكأنك وسط الحدث فعلا مما يثير فيك إحساس الفخر والكبرياء بعظمة التاريخ الإسلامي وحال المسلمين في تلك الحقبة من الزمن.
وأمام كل جزء من الرسم تم وضع أسلحة وأدوات أثرية حقيقية، من التي استخدمت بالفعل في المعركة ومن أبرزها المدفع العملاق الذي طوّره واستخدمه المسلمون لفتح المدينة، بالإضافة إلى أجزاء متبقية من أبراج الاقتحام، إضافة إلى الأسلحة الشخصية لجنود المعركة.
هذا وقد حصل متحف البانوراما على جائزة التميز في عام 2014-2015.