خلال اتصال أجراه الرئيس التركي مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان..
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بإمكان أنقرة التوسط لحل الخلاف بين السودان والإمارات.
جاء ذلك خلال اتصال أجراه الرئيس أردوغان مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الجمعة، بحسب بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.
وبحث الرئيس أردوغان مع البرهان العلاقات بين تركيا والسودان، وقضايا إقليمية وعالمية.
وأكد أردوغان أن تحقيق السلام والاستقرار في السودان، والحفاظ على وحدة أراضيه وسيادته، ومنع أن يصبح مجالا للتدخلات الخارجية، من المبادئ الأساسية لتركيا.
وسبق أن اتهم مندوب السودان بالأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث، الإمارات بإشعال الحرب في بلاده عبر دعم قوات "الدعم السريع"، فيما نفت الإمارات ذلك وقالت إن "تلك الادعاءات لا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى أدلة موثوقة لدعمها".
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل، وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
** وساطة أنقرة بين إثيوبيا والصومال
كما أشار الرئيس أردوغان في اتصاله مع البرهان، إلى أن تركيا توسطت لحل الخلاف بين الصومال وإثيوبيا، وأن الاتفاق بين البلدين سيسهم في السلام بالمنطقة.
والأربعاء، خطت تركيا خطوتها الأخيرة في عملية السلام بالقرن الإفريقي بنشر "إعلان أنقرة" بين إثيوبيا والصومال.
ووفق بيان لدائرة الاتصال بالرئاسة التركية، استضاف الرئيس أردوغان، الأربعاء، رئيس الصومال حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وعقد معهما اجتماعا جرى في بيئة ودية ونقاش صريح وبناء.
واتفق الطرفان "بروح الصداقة والاحترام المتبادل على تنحية خلافاتهما والقضايا المتنازع عليها جانبا، والمضي قُدما بعزم في أجواء التعاون تماشيا مع هدف الرخاء المشترك"، وفق الإعلان.
** الملف السوري
وعلى صعيد سوريا، ذكر الرئيس التركي أن الشعب السوري وصل إلى مرحلة تقرير مستقبله بعد الأزمة الإنسانية التي استمرت 13 عاما.
وشدد على دعم تركيا لوحدة سوريا السياسية وسلامة أراضيها.
وأفاد بأن تركيا ستستمر في دعمها الحكومة المؤقتة لاتخاذ خطوات شاملة وصحيحة لخدمة الشعب السوري، وكي لا تشكل سوريا تهديدا لجيرانها.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
** البرهان يرحب بوساطة تركيا
من جانبه، أشاد البرهان بمواقف تركيا الداعمة للسودان، مثمنا جهودها لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والإقليم ومعالجتها لكثير من القضايا على المستويين الإقليمي والدولي، حسب بيان لمجلس السيادة السوداني.
ونوه البرهان في هذا الصدد بالنجاح التركي في معالجة الملف السوري.
ورحب بأي "دور تركي يسهم في وقف الحرب بالسودان التي تسببت فيها مليشيا الدعم السريع المتمردة".
كما دعا البرهان إلى تعزيز الاستثمارات التركية بالسودان في مختلف المجالات.
وأكد ثقته بمواقف الرئيس أردوغان وحكومته الداعمة للشعب السوداني وخياراته.