أصيب فلسطينيان بالرصاص الحي، وآخرون بالاختناق، إثر اقتحام الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، عدة مناطق بالضفة، حيث أغلق طرقًا رئيسية، فيما حاول مستوطن مسلح مهاجمة قرية جنوبي الضفة، وتصدى له أهلها.
ففي شمال الضفة، أصيب فلسطينيان بالرصاص الحي، وعدد آخر بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، في قريتي يتما وعراق بورين، جنوبي محافظة نابلس، بحسب ما ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، في بيان، ووكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
وبيّن الهلال الأحمر "إصابة شاب (32 عاما) بالرصاص الحي بالقدم خلال مواجهات مع الاحتلال في قرية عراق بورين جنوبي نابلس، وتم نقل المصاب للمستشفى".
وفي بيان لاحق، ذكر الهلال الأحمر تسجيل "إصابة ثانية بالرصاص الحي بالقدمين لشاب (19 عامًا)، خلال مواجهات في القرية نفسها".
وذكرت وكالة "وفا" أن "قوات الاحتلال اقتحمت قرية عراق بورين، وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام المسيل للدموع بكثافة، الأمر الذي أدى لاندلاع مواجهات مع المواطنين، أسفرت عن إصابة عدد منهم بالاختناق جراء استنشاق الغاز السام".
كما بينت الوكالة "إصابة عدد من المواطنين بالاختناق في قرية يتما القريبة، إثر إطلاق الاحتلال قنابل الغاز السام، بعد اقتحام القرية، واندلاع مواجهات مع الشبان الفلسطينيين".
واقتحمت قوات إسرائيلية، بلدتي عنبتا وكفر اللبد شرقي محافظة طولكرم.
ونقلت "وفا" عن مصادر محلية، أن "عددا من آليات الاحتلال اقتحمت عنبتا من جهة حاجز عناب العسكري، وجابت شوارعها الرئيسية وتحديدا منطقة الجبل الجنوبي، قبل توجهها إلى بلدة كفر اللبد المجاورة".
كما اقتحمت قوات إسرائيلية بلدة يعبد، جنوبي محافظة جنين، وانتشرت في شوارعها، وأطلقت الرصاص الحي تجاه المواطنين، وسط اندلاع مواجهات، حسب وكالة وفا الرسمية.
وفي جنوب الضفة، اقتحمت قوات إسرائيلية كبيرة بلدة نحالين، غربي محافظة بيت لحم.
وذكر شهود عيان للأناضول، أن "جيش الاحتلال أغلق مدخل بلدة نحالين، ودفع بتعزيزات عسكرية داخلها، وشرع في مصادرة تسجيلات كاميرات المراقبة من محال تجارية ومنازل".
وأضاف الشهود أن "قوات أخرى تواجدت في محيط بلدة حوسان المجاورة، وأقامت حاجزا عسكريا، ومنعت مرور المركبات، وقامت بأعمال بحث وتمشيط في المكان".
وفي وقت سابق الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إن مسلحين حاولوا إطلاق النار من مركبة مسرعة على قوة تابعة له قرب منطقة جبل الخليل، جنوبي الضفة الغربية، دون وقوع إصابات.
وذكرت إذاعة الجيش (رسمية) عبر منصة إكس، أن "مسلحين حاولوا إطلاق النار على قوة تابعة للجيش قرب منطقة جبل الخليل، دون أن يتمكنوا من تحقيق إصابات في صفوف العسكريين، قبل أن يلوذوا بالفرار".
وتصدى أهالي قرية الطبقة، جنوبي محافظة الخليل، لمحاولة مستوطن مسلح اقتحام القرية، وفق ما ذكر عماد أبو هواش، أحد سكان الطبقة، للأناضول.
وأوضح أبو هواش، أن مستوطنًا مسلحًا من مستوطنة "حجاي" حاول اقتحام القرية من المنطقة الغربية، فتصدى له المواطنون بأصوات التكبير ما أجبره على المغادرة.
وفي قرية الريحية المجاورة، أصيب مواطنون بالاختناق بينهم طفلة رضيعة، خلال اقتحام قوات إسرائيلية وسط القرية، بحسب "وفا".
وقالت الوكالة إن "قوات الاحتلال اقتحمت بعدد من الآليات العسكرية قرية الريحية، وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام المسيل للدموع، ما أدى الى إصابة عدد منهم بحالات اختناق، بينهم رضيعة، تم نقلها بواسطة الإسعاف الى أحد المستشفيات القريبة، وتم علاج باقي المصابين ميدانيا".
واقتحمت آليات عسكرية إسرائيلية بلدة إذنا، غربي محافظة الخليل، وسط إطلاق لقنابل الصوت والغاز السام، وانتشرت على الطرقات، ونصبت حاجزا عسكريا، واحتجزت مركبات المواطنين وفتشتها، دون أن يبلغ عن اعتقالات، تبعًا لما نقلت وكالة وفا الرسمية.
وبالتزامن مع بدء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، صعَّد الجيش والمستوطنون اعتداءاتهم وهجماتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 797 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و600، واعتقال 11 ألفا و800، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
أما في غزة، فأسفرت الإبادة الإسرائيلية عن أكثر من 149 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.