إسطنبول تستضيف قمة عالمية للعمل الإنساني بشأن غزة

15:2429/11/2024, Cuma
تحديث: 29/11/2024, Cuma
الأناضول
إسطنبول تستضيف قمة عالمية للعمل الإنساني بشأن غزة
إسطنبول تستضيف قمة عالمية للعمل الإنساني بشأن غزة

- تحت عنوان "القمة الإنسانية العالمية: غزة - اليوم التالي" بتنظيم من وقف الديانة التركي ومؤسسة الخير العالمية - تشارك فيها منظمات من 40 دولة وتعقد بسبب الحاجة لاستجابة دولية منظمة وفعالة للوضع في غزة


انطلقت في إسطنبول، الجمعة، أعمال "القمة الإنسانية العالمية: غزة - اليوم التالي" بتنظيم من وقف الديانة التركي ومؤسسة الخير العالمية، بمشاركة منظمات من 40 دولة في العالم.

وبحسب المنظمين، تأتي القمة بسبب الحاجة لاستجابة دولية منظمة وفعالة أصبحت أكثر إلحاحا لمعالجة التحديات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية التي تواجه قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية ترتكبها إسرائيل منذ 14 شهرا.

وتهدف القمة التي تستمر يومين وتضم جلسات وفعاليات مختلفة، إلى التزام مؤسسة الخير ووقف الديانة التركي، كمنظمات دولية متخصصة بالإغاثة والتنمية، بتنسيق الجهود مع مختلف الأطراف المعنية نحو تقديم خدمات إنسانية أكثر تخصصا وفعالية.

كما تسلط الضوء على مرحلة ما بعد الحرب في غزة بتقييم شامل للأضرار والاحتياجات الإنسانية العاجلة، وتضع خططا للتعافي قصيرة وطويلة المدى تركز على استعادة البنية التحتية الحيوية وتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار والتعافي المستدامة.

وخلال الجلسة الافتتاحية قال رئيس "وقف الخير" إمام قاسم أحمد رشيد: "يجب أن نعلم ماذا حدث في قطاع غزة وماذا سيحدث في المستقبل، وكيف يمكن تقديم العون لأهل القطاع؟".

وأضاف: "تصوروا أنه يحدث في غزة زلزال كل يوم منذ 400 يوم"، ولفت إلى معاناة الفلسطينيين من المجازر والويلات التي ترتكبها "القوات الصهيونية".

وتابع رشيد: "نحتاج للتجييش والعمل أكثر لدعم إخواننا فالأعداء يريدون نسف غزة والقضاء عليها".

وتابع: "نحن كمؤسسات صديقة نقوم بنفس المجال يجب أن نحقق الخيال إلى واقع، وهذا هدف المؤتمر ويتوجب علينا وضع خارطة طريق لوضع حلول لأهالي غزة وليس فقط الكلام والتبرعات بل يجب التفكير بكيفية إنشاء غزة".

وأكمل: "هذه المؤتمرات مهمة وهناك مشاركون من 40 دولة وكثير من المتحدثين ونريد إسماع صوت فلسطين لكل أنحاء العالم".

وأشار إلى أنه تم جمع 100 مليون دولار لتقديمها للفلسطينيين وهناك نحو 100 شاحنة سيتم إيصالها قريبا حيث تم تقديم 666 شاحنة، وحتى شهر رمضان المقبل سنرسل عدد كبيراً آخر من الشاحنات لغزة.

من جانبه، قال الطبيب الفلسطيني فادي نعيمي أخصائي الجراحة العظمية، في كلمة عبر منصة رقمية: "تعمد الاحتلال إلى تدمير جميع مناحي الحياة في قطاع غزة وبشكل خاص المنظومة الصحية".

وأضاف نعيمي: "المنظومة الصحية في غزة أصلا كانت تعاني من ضعف شديد كانعكاس للحصار ولكن المعاناة زادت وتصاعدت بعد العدوان".

ولفت إلى أنه بمدينة غزة ومحافظة شمال قطاع غزة هناك مستشفى واحد يعمل فقط بسبب تدمير الجيش الإسرائيلي لبقية المستشفيات.

وأوضح أن سعة مستشفى "المعمداني" الوحيد المتبقي شمال القطاع بين 30-50 سريرا بالوضع الطبيعي، لكن حاليا يوجد فيها نحو 150 مصابا وفي بعض الأحيان يصل العدد إلى 300 ما اضطر إدارة المستشفى لاستخدام جميع المساحات فيها حتى الممرات.

وأفاد بأن المستشفيات تعتمد على أنظمة الطاقة الشمسية للتشغيل بعد أن استهدف الجيش الإسرائيلي كافة مصادر الطاقة الأساسية ومولدات الكهرباء الاحتياطية.

وقال: "نعيش اليوم في ظروف قاسية بسبب عدم توفر الكهرباء ما اضطرنا لإغلاق بعض الأقسام مثل غسيل أقمشة العمليات وإيقاف أجهزة التصوير ما يؤدي لضعف الخدمة".

وبحسب بيانات سابقة للكتب الإعلامي الحكومي في غزة فقد قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من ألف طبيب وممرض، واعتقل أكثر من 300 تعرضوا للتعذيب داخل السجون، بالإضافة إلى منع إدخال المستلزمات الطبية والوفود الصحية ومئات الجراحين إلى قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ووثق المكتب إخراج إسرائيل خلال الإبادة 34 مستشفى عن الخدمة في غزة، و80 مركزا صحيا، بالإضافة لاستهداف 162 مؤسسة صحية و 134 سيارة إسعاف.

** طفل من غزة

الطفل الناجي من غزة شهاب الدين أبو معمر، الذي فقد كل أفراد عائلته، ألقى كلمة قائلا: "عمري 12 عاما واستشهد كل أفراد عائلي، وخرجت وحيدا لأنقل لكم قصتي، وهي قصة أكثر من 60 ألف شهيد في غزة".

وأضاف الطفل: "في السابع من أكتوبر (تشرين الأول 2023) بدأت حرب الإبادة (الإسرائيلية)، حيث رأينا فيها كل أنواع القتل، وفي 20 ديسمبر/ كانون الأول 2023، ألقت طائرات الاحتلال (الإسرائيلي) أطنانا من المتفجرات على بيتنا (لم يحدد المكان)، حيث استيقظت على الدمار، ولكن خرجت والحروق تملأ جسدي".

وأوضح الطفل المنكوب أن "عدد الشهداء وصل إلى 31، والإصابات وصلت إلى 80 من العائلة، وصعقت بخبر استشهاد أبي واختي، وكل الأنظار كانت تتجه وقتها للعناية المشددة".

وتابع: "بعد أسبوع استيقظت أمي من الغيبوبة وطلبتني، وظننت أنها نجت، وتحدثت معي واحتضني، ولم أكن أعرف أنه العناق الأخير".

وفي تفاصيل المأساة، قال: "في 29 ديسمبر استشهدت أمي وخرجت روحها إلى الله، واكتشفت أن كل حزن العالم ولد في هذه اللحظة، لقد سبقونا للجنة".

وختم حديثه بالقول: "شرفنا الله أن نكون حماة للأقصى، وأطلب لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان لأوصل له رسالة أطفال غزة".

من ناحيتها، قالت سماح عبد الرحيم حمد، وزيرة التنمية الاجتماعية في فلسطين، في كلمة مسجلة: "أشكر كل من ساهم بتنظيم القمة، فالظلم ما زال مستمرا في غزة ونحن من الناحية الإنسانية نتعرض للانتهاكات".

وأضافت: "يجب علينا إعداد خطط المساعدة الطارئة لإنقاذ الأطفال والنساء، واتخاذ قرارات صادقة للوصول لنتائج في التعاضد مع بعضنا البعض".

كما ألقى الدكتور حسين الشبلي الأمين العام للمؤسسة الخيرية الهاشمية الأردنية كلمة، قال فيها إن "غزة ما قبل 7 أكتوبر كانت محاصرة وبحاجة مساعدات، وكانت تصلهم يوميا بين 500 و700 شاحنة، وحاليا رغم زيادة الحاجة لا يصل إلا نحو 50 شاحنة، رغم كل الجهد المبذول يوميا وسياسيا دبلوماسيا".

وأكد الشلبي أن "كل هذا التضييق يهدف لسياسة التهجير، ولكن أهل غزة باقون، لكنهم بحاجة للدعم من المنظمات والدول".

وختم بالقول: "نحن بحاجة لبناء تحالفات إنسانية، وهي ضرورة ملحة لإرسال المساعدات ووقعنا 240 اتفاقية لإرسال المساعدات كلها من الناس المؤمنة بغزة ومن تركيا جاء منها الخير الكثير".

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 149 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

#إسطنبول
#غزة
#فلسطين
#مساعدات إنسانية