تركيا.. رأس السنة بعبق التاريخ وسحر الطبيعة في طرقلي وصفران بولو

وفي عام 2021، حازت طرقلي على جائزة "المناطق السياحية الريفية" من منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، في الوقت الذي تعد فيه المنطقة وجهة مثالية للهروب من ضغوط الحياة في المدن والبحث عن أوقات هادئة بين أحضان الطبيعة.

وتحتضن طرقلي أكثر من 200 بناء مسجل من قبل وزارة الثقافة والسياحة التركية، ما يجعلها واحدة من أبرز المناطق التي تعكس جمال العمارة العثمانية الخشبية، إلى جانب الحرف اليدوية، والمأكولات التقليدية، والأماكن الطبيعية التي تشتهر بها.

ويمكن للزوار الاستمتاع بالمشي على السلالم الخشبية، والمنازل التقليدية، والتعرف على الأثاث التقليدي الذي ازدهر في المنطقة في الماضي، ما يمنح الزائر شعورًا كأنما لو أنه تمكن من الانتقال عبر الزمن.

إلى ذلك، تقدم المنطقة لزوارها إمكانات إضافية، مثل ينابيعها الحرارية وجبال "قره كول" ذات الطبيعة البكر، والتي تعتبر مكانًا مثاليًا للرحلات والنشاطات الترفيهية. بالإضافة إلى ذلك، بإمكان الزوار استكشاف الأسواق الشعبية في المنطقة، والمنتجات المحلية، واقتناء بعض الهدايا التذكارية والمجوهرات والإكسسوارات الفريدة التي تعكس طابع المنطقة.

وقال أحمد كنج، أحد المستثمرين في قطاع السياحة بطرقلي، إن قرب المنطقة من المدن الكبرى يُعد ميزة تجذب أعدادًا كبيرة من الزوار، حيث تشهد الفنادق والمنازل التاريخية ازدحامًا كبيرًا خلال العطل.

وأشار كنج إلى أن طرقلي، المعروفة باسم "المدينة الهادئة"، تقدم تجربة ممتعة بفضل بيوتها التاريخية، وطبيعتها الساحرة، والمساحات الواسعة المخصصة للتنزه، والأسواق الشعبية أيضًا.

وأكد كنج أن الزوار غالبًا ما يأتون للاسترخاء، وقضاء أوقات ممتعة، مضيفًا أن المنطقة توفر أماكن مميزة للاستجمام والراحة.

وأضاف: "رغم أن ليلة رأس السنة سوف تأتي هذا العام وسط الأسبوع، إلا أن فنادق المنطقة تلقت الكثير من طلبات الحجوزات، وحاليًا أماكن الإقامة تكاد تكون ممتلئة تمامًا".

أما فيما يتعلق بالعطلة النصفية، التي تبدأ في 20 يناير/كانون الثاني 2025، فإن أماكن الإقامة والفنادق في المنطقة تشهد إقبالًا كبيرًا، لاسيما مع تساقط الثلوج، وفق كنج.

وتابع: إلى جانب تقديم خدمات الإقامة والمطاعم والمقاهي، نركز على الترويج للمنتجات المحلية مثل اللحوم.

وأشار كنج إلى أن المنطقة تضم معالم سياحية فريدة، مثل السوق التاريخي، وشجرة الدلب التي يعود عمرها إلى 700 عام، ومسجد يونس باشا التاريخي، ما يجعلها وجهة جذابة لعشاق التصوير والتاريخ.

أما مدينة صفران بولو، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، فتتميز بمنازلها العثمانية التقليدية، التي تم الحفاظ عليها بعناية منذ قرون.

المدينة باتت على أهبة الاستعداد لاستقبال زوارها خلال رأس السنة، حيث أُعيد ترميم العديد من منازلها لتصبح فنادق صغيرة توفر تجربة فريدة للزوار.

وخلال الموسم الجاري، ينطلق في المدينة، وللعام الثاني على التوالي، سوق رأس السنة، حيث تعرض منتجات محلية متنوعة في أكشاك صُممت لتعكس الطابع التاريخي للمدينة وأجواء الشتاء.

كما يُعد السوق جزءًا من مبادرة تهدف إلى تعزيز السياحة المحلية ودعم الحرفيين.

- وجهة تستحق الزيارة طوال العام

وفي معرض وصفها لسوق صفران بولو، قالت شبنم أورغانجي أوغلو، رئيسة جمعية مشغلي القطاع السياحي في المدينة، إنه "يسهم في جذب المزيد من الزوار، فيما أصبحت المدينة أكثر حيوية بفضل هذه الأنشطة".

وأضافت: "السوق أعاد الحياة إلى المدينة، لاحظنا أن الكثير من شركات السياحة والسفر بدأت تُدرج صفران بولو على جداول رحلاتها ووجهاتها السياحية".

وأكدت أورغانجي أوغلو أن صفران بولو تعد وجهة سياحية جذّابة، خاصة لقربها من مدن كبرى مثل أنقرة العاصمة وإسطنبول، وأسعارها المعقولة.

وأوضحت أن المدينة تتحول إلى "ضرب من ضروب الخيال" في فصل الشتاء، خصوصًا مع تساقط الثلوج، ما يجعلها مكانًا رومانسيًا ومميزًا لاستقبال العام الجديد.

وذكرت أنهم يتوقعون زيادة في أعداد الزوار خلال موسم رأس السنة، مؤكدة أن الأنشطة المتنوعة والموقع الفريد يجعل من صفران بولو وجهة سياحية مفضلة على مدار العام.