رغم تفرد الخطاطين الرجال بنسبة كبيرة بفن الخط اليدوي، إلاّ أن الخطاطة التركية "شفيقة أولكر" أرادت كسر القاعدة، حيث لم تكتف فقط بإتقان كتابة الخط العربي، إنما أنشأت ورشة أيضا لتعليم نظيراتها من السيدات.
حكاية أولكر (41 عاماً) مع الخط العربي بدأت منذ الـ9 من عمرها، حين تأثرت بشكل كبير بالكتابات المعلّقة في أحد المساجد التي زارتها في مدينتها كوجا إيلي شمال غربي تركيا.
ومنذ ذلك الوقت أخذ اهتمامها وتعلقها بالخط يزداد يوما عن يوم، إلاّ أن الصعوبات التي تواجهها النساء في هذا المجال جعلها تفكر سنوات طويلة قبل قبولها التحدي والخوض في ثنايا هذا الفن.
وفي هذا الإطار، خضعت أولكر لأول درس في تعلم التخطيط اليدوي وفن التذهيب في الـ29 من عمرها، حين تعرفت على الخطاط "محمد شاهين".
ومع ازدياد براعتها ورقي فنها في تخطيط اللوحات العربية، رفعت أولكر من سقف التحدي وأنشأت ورشة لتعليم السيدات الخط اليدوي والتذهيب بهدف التعريف بهذين الفنين، وتوريثهما إلى الأجيال القادمة.
في حديث حول مسيرتها، قالت أولكر إن اهتمامها بالخط بدأ حينما شاهدت اللوحات الخطية في أحد المساجد حين كانت في التاسعة ربيعاً.
وأشارت إلى أنها احترقت بنار حب الخط الذي عشقته طيلة 20 عاما إلى أن تعرفت على مُعلمها الخطاط شاهين، وبدأت بتعلم الخط على يده.
وهناك ومع إتمامها للوحتها الأولى وعرضها على معلمها، سألها مستغربا من شدة إعجابه "هل مارست تخطيط اللوحات من قبل؟"، فأجابت: "كلا، لكني انتظرت هذه اللحظة 20 عاما، حيث صلّيت ركعتين ودعوت الله عزّ وجل، ومن ثم بدأت بتخطيط اللوحة وأنا أستمع إلى النشيد العثماني".
وأضافت أولكر، أن المعلم أثنى بشدة على لوحتها، قائلا لها "إن الله خلقكِ لكي تصبحي خطاطة".
ولفتت إلى أنها كانت تعمل بجد خلال فترة تعلمها للخط، وأنها كثيرا ما كانت تسهر ساعات طويلة لإنجاز لوحاتها.
وأردفت أولكر، أنها تعلمت فن التذهيب أيضا خلال تلك المرحلة، وأنها استغرقت في تلقي الدروس 3 سنوات قبل أن يقلدها أستاذها شاهين، بتوقيع الإجازة في التخطيط والتذهيب، لتبدأ فيما بعد بتعليم هذين الفنين للنساء.
وأوضحت أولكر، أنها أقامت قبل 7 سنوات برفقة زوجها جمعية للخط العربي إلى جانب ورشة في إطار ذلك، بهدف نشر الخط العربي وفن التذهيب، وتوريثها إلى الأجيال القادمة من الشباب.
وتابعت الخطاطة التركية أنها تقيم دورات في الخط للسيدات، واللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 37 و74 عاما.
وختمت أولكر، قائلة إن فن التخطيط يحتاج صبرا وإرادة كبيرين، وأنه فن واسع للغاية حيث يقبع التخطيط في المركز، في حين يحيط به من الإطار فنون أخرى مثل التذهيب، والرسم على الخزف.