logo
تحرير:

ما هي القضايا التي اتفقت عليها الولايات المتحدة وإيران؟

09:4227/09/2024, جمعہ
تحديث: 29/09/2024, اتوار
يحيى بستان

شنت إسرائيل هجومًا على لبنان بعد استهداف غزة، وبينما يعتقد البعض أن المنطقة قد تنزلق نحو حرب شاملة، فإن المؤشرات المتاحة تدل على عكس ذلك. فرغم التصريحات العلنية التي أطلقتها إيران، إلا أنها لم تتدخل في غزة، كما التزمت الصمت عند اغتيال بعض قادتها البارزين. وعندما تعرضت سفارتها في دمشق للهجوم، تبنت موقفًا يهدف إلى تهدئة التصعيد. وحتى بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران، فضلت إيران إبطاء وتيرة الأحداث. وبعد الهجوم على لبنان، صدرت تصريحات من طهران تؤكد أنها "تمنح الدبلوماسية فرصة". فلماذا تتبنى طهران هذا

شنت إسرائيل هجومًا على لبنان بعد استهداف غزة، وبينما يعتقد البعض أن المنطقة قد تنزلق نحو حرب شاملة، فإن المؤشرات المتاحة تدل على عكس ذلك.


فرغم التصريحات العلنية التي أطلقتها إيران، إلا أنها لم تتدخل في غزة، كما التزمت الصمت عند اغتيال بعض قادتها البارزين. وعندما تعرضت سفارتها في دمشق للهجوم، تبنت موقفًا يهدف إلى تهدئة التصعيد. وحتى بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران، فضلت إيران إبطاء وتيرة الأحداث. وبعد الهجوم على لبنان، صدرت تصريحات من طهران تؤكد أنها "تمنح الدبلوماسية فرصة".


فلماذا تتبنى طهران هذا الموقف؟ هل هناك اتفاق سري بين الولايات المتحدة وإيران؟ جميع المؤشرات تشير إلى أن الإجابة هي "نعم". سأشرح لكم التفاصيل.


تسعى الولايات المتحدة إلى تقليص وجودها في المنطقة والتركيز بشكل أكبر على الصين، حيث تتجه جميع سياساتها نحو تحقيق هذا الهدف. وتستند استراتيجيتها على نقطتين رئيسيتين: أولاً، ضمان أمن إسرائيل من خلال تقليص نفوذ إيران في المناطق المحيطة بها مثل لبنان وسوريا. ولتحقيق ذلك، تسعى الولايات المتحدة إلى دعم السيطرة الإسرائيلية في غزة وجنوب لبنان وسوريا. ثانياً، تعمل على توحيد الدول العربية لموازنة نفوذ إيران، مع الحفاظ على حالة التوتر والانقسام في المنطقة.


لقد بدأت الولايات المتحدة في تحويل تركيزها نحو الصين خلال فترة إدارة ترامب، حيث تم تأسيس تحالف عالمي لتحقيق هذا الهدف. كما كان قرار ترامب عام 2018 بسحب القوات الأمريكية من سوريا جزءاً من هذا التحول. وبعد رحيل ترامب، تراجع هذا التحالف، إلا أن الاستراتيجية الأساسية ظلت مستمرة. وتعمل إدارة بايدن حالياً على تشكيل تحالف عربي بقيادة السعودية، مع الاستمرار في دعم إسرائيل بشكل غير محدود.


نقطة التحول في عام 2023

عُقد اجتماع سري بين الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل عام 2019، ، تم فيه الاتفاق على إزالة الوجود الإيراني من سوريا. ونتيجة لذلك سمحت روسيا لإسرائيل بتنفيذ عملياتها العسكرية في سوريا، وبعد هذا الاجتماع بستة أشهر، تم اغتيال قاسم سليماني.


استمر الصراع بدرجة منخفضة لأربع سنوات تقريباً، ولكن عام 2023 كان نقطة تحول رئيسية. بدأت الولايات المتحدة في تسريع تحضيراتها للانسحاب من المنطقة، وشرعت في محادثات مع تركيا حول مصير منظمة بي كي كي الإرهابية.


مع تسارع تحضيرات الانسحاب الأمريكي، استغلت إسرائيل الفرصة في 7 أكتوبر لتشكيل دائرة أمان حولها. تحت مراقبة الجيش الأمريكي، دخلت إسرائيل غزة أولاً (وأعلن ممثل الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إسرائيل ترغب أيضاً في ضم الضفة الغربية). والآن تشن هجمات على لبنان، حيث تسعى إسرائيل لإجبار حزب الله على الانسحاب إلى شمال نهر الليطاني.


تفاصيل الاتفاق تظهر

لكن لماذا تلتزم إيران بالصمت إزاء هذه الهجمات التي تهدد سمعتها؟ يُقال إن هناك اتفاقاً سرياً بين الولايات المتحدة وإيران. تساءلت في مقال سابق نشرته في مايو/أيار: "ما النقاش الذي دار خلال المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وإيران؟ ما حدث منذ ذلك الحين يوضح النقاط التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع السري. فلنستعرضها:


أولاً: استئناف المفاوضات النووية: تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة وعدت طهران باستئناف المفاوضات النووية بعد انتخابات 5 نوفمبر، مع التطلع إلى "مفاوضات سياسية شاملة". وفي هذا السياق، تطالب إيران برفع العقوبات كشرط لمواصلة المفاوضات النووية. وقد أكد الرئيس الإيراني، حسن بيزشكيان، خلال حديثه في نيويورك، رغبة بلاده في العودة إلى طاولة المفاوضات النووية، قائلاً: "إذا تم الالتزام الكامل بتعهدات الاتفاق النووي، يمكننا التفاوض بشأن قضايا أخرى.

ثانياً: الانسحاب من العراق: بعد ستة أشهر من المفاوضات، وافقت الولايات المتحدة مؤخرًا على الانسحاب من العراق. كانت الولايات المتحدة تسعى بالفعل للانسحاب من المنطقة، لكنها استخدمت العراق كوسيلة للتفاوض مع إيران. وبعد الإعلان عن هذا الاتفاق، قام بيزشكيان بأول زيارة رسمية إلى العراق، حيث التقط صورة "سيلفي" مع بافال طالباني.


ملف سوريا لا يزال مفتوحاً

ثالثاً: أهمية حزب الله: بينما لا تعتبر إيران غزة أو الضفة الغربية ذات أهمية كبيرة، فإن حزب الله يحتل مكانة حيوية لديها. تبرر وسائل الإعلام المقربة من حزب الله عدم رد الحزب على إسرائيل بقولها إن "إيران لم تمنح الضوء الأخضر"، مما يعكس الاعتماد الإيراني على الحزب في مواجهة التهديدات الإسرائيلية. وقد أكد الرئيس الإيراني حسن بيزشكيان أن "حزب الله لا يمكنه مواجهة إسرائيل بمفرده"، مشيرًا إلى الدور الأساسي الذي يلعبه الحزب في الاستراتيجية الإيرانية. بالرغم من أن إيران لا ترغب في المساس بوجود حزب الله في لبنان، إلا أن صمتها المستمر يثير التساؤلات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق يتضمن انسحاب الحزب إلى الشمال.

رابعاً: الجماعات الموالية لإيران في اليمن: بينما يُعتبر حزب الله تحديًا لإسرائيل والولايات المتحدة، فإن الجماعات الموالية لإيران في اليمن لا تشكل نفس القدر من التهديد، ولذلك لا تحظى بنفس التركيز. في الواقع، يساهم استمرار وجود هذه الجماعات في اليمن في تحقيق مصالح الولايات المتحدة من خلال موازنة القوة مع السعودية.

خامساً ملف سوريا: يبدو أن ملف سوريا لم يتم حسمه في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تعارض إيران دمج سوريا ضمن التحالف الذي تقوده السعودية وتسعى للحفاظ على وجودها فيها. نتيجة لذلك، تجد الولايات المتحدة وروسيا نفسيهما في مفاوضات مع تركيا بشأن الملف السوري، حيث تركز الولايات المتحدة على معالجة قضية منظمة بي كي كي الإرهابية، بينما تسعى روسيا إلى بدء حوار مع الرئيس السوري بشار الأسد. إذا ظل ملف سوريا معلقاً، فمن المحتمل أن يكون ساحة الصراع المقبلة.

#روسيا
#غزة
#إيران والولايات المتحدة
#حزب الله

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية