|

صحفيو فلسطين تحت خط النار.. مغامرات تغطية الصوت والصورة

- مقتل 142 صحفيا منذ انطلاق حرب إسرائيل على غزة في 7 أكتوبر - ترشيح 4 صحفيين فلسطينيين لنيل جائزة عالمية لحرية الصحافة - الأمم المتحدة: غزة "أخطر مكان" في العالم على الصحفيين وعائلاتهم

14:58 - 3/05/2024 الجمعة
الأناضول
صحفيو فلسطين تحت خط النار.. مغامرات تغطية الصوت والصورة
صحفيو فلسطين تحت خط النار.. مغامرات تغطية الصوت والصورة

شهدت الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة تصاعدا باستهداف الصحفيين الفلسطينيين، في انتهاك للقوانين الدولية ما دعا الكثير من المؤسسات الحقوقية لمطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لحمايتهم من الهجمات الإسرائيلية وضمان حريتهم بمزاولة مهنتهم.

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول يواجه الصحفيون في القطاع هجمات إسرائيلية متواصلة تستهدفهم بشكل مباشر وتطال منازلهم وعائلاتهم ومقرات مؤسساتهم الإعلامية.

"الأكثر دموية"

عاش الصحفيون الفلسطينيون منذ بداية الحرب مخاطر القصف الإسرائيلي والاجتياح البري إضافة إلى معاناتهم من نقص الغذاء والمياه وانقطاع الاتصالات وغياب المعدات الصحفية اللازمة ما فرض أمامهم الكثير من العراقيل، لكنهم نجحوا بنقل صورة ما يحدث.

وقتل 142 صحفيًا وصحفية منذ اندلاع الحرب، فضلا عن إصابة مئات بجراح مختلفة وتدمير عشرات المكاتب والمقرات الإعلامية، وفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وسجلت آخر عمليات القتل، الثلاثاء، حين قصفت مقاتلات إسرائيلية منزلا بمخيم النصيرات وسط القطاع، أسفر عن مقتل الصحفي في قناة "القدس اليوم" سالم أبو طيور ونجله حمزة.

ولم يسجل في أي فترة زمنية قصيرة أو في أيٍ من حروب فيتنام والبوسنة والعراق وأفغانستان وأوكرانيا، مقتل هذا العدد الكبير من الصحفيين، حتى خلال الحربين العالميتين.

وتظهر البيانات والإحصاءات، بحسب لجنة حماية الصحفيين التي تعمل على التحقيق في جميع التقارير المتعلقة بمقتل وإصابة وفقدان الصحفيين والعاملين بمجال الإعلام، أن هذه الحرب أصبحت "الأكثر دموية للصحفيين منذ بدء عمل اللجنة عام 1992".

وأعلن المركز الدولي للصحفيين في فبراير/شباط أن الحرب على غزة شهدت أعلى مستويات العنف ضد الصحفيين منذ 30 عاما، ودعا إسرائيل إلى وقف قتل الصحفيين والتحقيق في حوادث قتلهم على يد قواتها.

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل الصحفيين بشكل متعمد، حيث قدمت منظمة مراسلون بلا حدود عام 2018 أول شكوى بعد أن أطلق قناصون إسرائيليون النار على صحفيين فلسطينيين خلال "مسيرة العودة الكبرى" في غزة.

وفي الضفة الغربية والقدس كذلك واجه الصحفيون الفلسطينيون انتهاكات واستهداف متكرر من الجيش الإسرائيلي على مدار عقود طويلة.

وكان الحدث الأبرز بالسنوات الأخيرة مقتل مراسلة قناة "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة في 11 مايو/ أيار 2022، برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء تغطيتها عملية عسكرية بمخيم جنين شمال الضفة الغربية.

تبريرات إسرائيل

وتحاول إسرائيل تبرير جرائمها بحق الصحفيين بوصفهم "إرهابيين"، حيث غرد الوزير بحكومة الحرب بيني غانتس أن "الصحفيين إذا كانوا على علم مسبق بمذابح السابع من أكتوبر 2023 فهم لا يختلفون عن الإرهابيين، ويجب معاملتهم على هذا النحو".

كما برر الجيش الإسرائيلي، في فبراير الماضي، قتل الصحفيين حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا من شبكة "الجزيرة"، باتهامهما بأنهما "عملاء إرهابيون" ينتمون لحركة "حماس" وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي.

وكان الجيش أعلن في أكتوبر، في رسالة إلى وكالتي الأنباء "رويترز" و"فرانس برس"، أنه يستهدف "جميع أنشطة حماس العسكرية في جميع أنحاء غزة"، مدعياً أن حماس وضعت عمليات عسكرية "على مقربة من الصحفيين والمدنيين" بشكل متعمد.

وطلب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في نوفمبر/ تشرين الثاني، توضيحات من وسائل إعلام غربية اتهمها بتشغيل مصورين صحفيين من "حماس" في قطاع غزة واتخاذ إجراءات فورية بحقهم.

ويرى إعلاميون أن التصريحات الإسرائيلية "تبريرات وضوء أخضر" لمهاجمة الصحفيين الفلسطينيين الذين ما زالوا قادرين على توثيق هجمات إسرائيل في غزة، خاصة أنه لم يُسمح للصحفيين الأجانب بدخول القطاع المحاصر لتغطية الحرب وآثارها.

"مقبرة الصحفيين"

وفي 18 ديسمبر/ كانون الأول 2023، وصفت الأمم المتحدة، قطاع غزة بأنه "أصبح أخطر مكان في العالم بالنسبة للصحفيين وأسرهم".

وقالت في بيان صحفي صادر عن مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية: "لقد أبقى الصحفيون العالم على إطلاع فوري بالفظائع التي يتعرض لها المدنيون في غزة"، وأشادت بـ"تفاني الصحفيين الذي يستحق الثناء".

بدورها وصفت منظمة "مراسلون بلا حدود" قطاع غزة بأنه "مقبرة الصحفيين"، حيث تتعمد إسرائيل اغتيالهم والتضييق عليهم في الميدان، ومنع الصحفيين الأجانب من الدخول إلى غزة وقطع الإنترنت، ورسائل التهديدات التي تصلهم.

ودانت المنظمة الدولية في 10 فبراير، أساليب القمع الإسرائيلي للصحافة ومنع الحق في الحصول على المعلومات في غزة، وطالبت "الدول والمنظمات الدولية بزيادة الضغط على إسرائيل لوقف هذه المذبحة فوراً".

ورشحت المنظمة 4 صحفيين من غزة لنيل جائزة "غييرمو كانو" العالمية لحرية الصحافة التي تُمنح في 2 مايو/ أيار 2024، داعية اليونسكو إلى منح جائزة هذا العام لكل من: وائل الدحدوح، مدير مكتب قناة الجزيرة في غزة، وأصيل موسى، صحفية مستقلة، وعُلا الزعنون صحفية ومراسلة "مراسلون بلا حدود"، ومعتز العزايزة، صحفي ومصور مستقل.

وطالبت المنظمة بتكريم الصحفيين الأربعة نيابة عن جميع زملائهم العاملين في غزة، وذلك تقديراً للتغطية الاستثنائية التي ينجزونها من الميدان واعترافاً بما يُظهرونه من شجاعة وإصرار منذ بداية الحرب المدمرة.

وتكرم جائزة اليونسكو "غييرمو كانو إيسازا" سنوياً، منذ عام 1997، شخصية أو منظمة لمساهمتها الاستثنائية في الدفاع عن حرية الصحافة وتعزيزها رغم كل الأخطار والمعوقات.

قصص الاستهداف

الدحدوح كان قد أصر على مواصلة تغطية الأحداث الجارية في غزة، رغم فقدان زوجته وحفيده وثلاثة من أبنائه في غارة شنها الطيران الإسرائيلي على مخيم النصيرات، بعدما نزحوا إليه في أكتوبر.

وتلقى الدحدوح خبر استشهاد عائلته وهو على الهواء مباشرة في غزة، وتوجه إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح (وسط) لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم وقال كلمته الشهيرة "معلش (لا بأس).. معلش".

وفي ديسمبر، أُصيب الدحدوح بجروح جرَّاء غارة جوية إسرائيلية أخرى أسفرت عن مقتل زميله المصور سمير أبو دقة.

وفي السابع من يناير، اغتال الجيش الإسرائيلي حمزة نجل وائل الدحدوح وزميله مصطفى ثريا أثناء تغطيتهما الأحداث في خان يونس.

وغادر الدحدوح في 16 يناير الماضي، قطاع غزة عبر معبر رفح البري، وتوجَّه إلى قطر لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.

وبرزت قضية الصحفي محمد أبو دحروج، بعد إصابته بجروح خطيرة، جراء استهداف الطائرات الإسرائيلية لخيام النازحين والصحفيين داخل ساحة مستشفى "شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح.

وناشدت عائلة الصحفي أبو دحروج العالم أجمع بإخراج نجلها من غزة لتلقي العلاج في الخارج، قبل بتر قدمه.

ولم يختلف الحال كثيرًا لدى المصور الصحفي سامي شحادة، الذي أصيب بجراح بين متوسطة وخطيرة جراء استهدافه بشكل مباشر بقذيفة إسرائيلية أثناء تغطيته نزوح المواطنين من مخيم النصيرات وسط القطاع، خلال العملية العسكرية، ما تسبب ببتر قدمه.

وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر حرباً مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.

#إسرائيل
#إسرائيل+غزة+ حرب
#اليوم العالمي لحرية الصحافة
#صحفيو غزة
#صحفيين
#فلسطين
٪d يوم قبل